بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الرياحُ تعصِفُ بالمكان ْ
حَمَلَت في جُعبَتِها
بضعاً من ذرات ِالحصى
وبقايا اِنسان ْ
كانت الأشجارُ تتمايلُ بصرخاتِها
والأوراقُ تهوي أرضاً
هناكَ في خريفِ كانْ ...
كنتُ هناكَ وحيداً
شاحبَ الوجهِ مُصفَراً
مطوياً في عُنُقِ الزمانْ
شَرِبتُ من سُمِ الأنتظارِ مراراً
سَئِمتُهُ
مَلَلتُهُ
كنتُ تائهاً بلا عُنوانْ
وحلُمتُ بأنها جائَت
وبأنَ آلامي استراحَت
وبعدَ طولِ حنين ٍ
غَمَرَتْني بالحَنانْ
رُحتُ أهذي هامساً
أو لعلي كنتُ صارخاً
لا أدري!!
فرغمَ ذاكَ ما تَحَرَكَ بي لسانْ
وبقيتُ باردَ اليَدَيْنِ
ترتَعشُ الأهدابُ
تحتَ الجفونِ
وارتَجَفَتْ العينانْ
وَتَرَقرَقَ الدمعُ فيهِما
وبكى القَهرُ عنهما
تفجرَ قلبي
وثارَ كالبركان ْ
وانطلَقَت دماءُ أوردَتي
وَتَنَسَلَت أنسِجَتي
وسَألَتني أنا العاشقُ الولهان ْ ..
هَل سَتأتي ؟!
أينَ سارقة القلبِ
واستَجدَتني
أينَ صائدة الكيان ْ ؟
أذكُرُ أني يومَها
لم أُجِبْه ُ
وَرَحَلْت ُ حزيناً
أو لَعَلي
مُت ُ فوراً في المكان ْ ...
نزفُ قلمي
ساداك